أهمية التدريب:
حظي التدريب باهتمام كبير في السنوات الأخيرة،وازداد الاهتمام به على المستويين المؤسسي والشخصي .فالشركات الكبيرة تصرف مبالغ طائلة على التدريب،كما تحرص على تدريب أعداد كبيرة من الموظفين, في ظل هذا الاهتمام المتزايد الذي تبديه الشركات والقطاعات الحكومية بالتدريب فمن المنطقي أن يطرح الإنسان سؤالاً مهماً، وهو؛ لماذا التدريب ؟
وجواباً عن هذا السؤال يمكن أن يقال إن التدريب يفيد المؤسسة كما يفيد الفرد من جوانب عدة،لكن من المؤكد أننا عندما نتكلم عن فائدة التدريب وأهميته،فإننا نتكلم عن التدريب الفاعل الناجح،ولا نتكلم عن أي تدريب .
وفيما يلي بعض الأسباب التي تدعوا إلى الاهتمام بالتدريب وتبين بعض فوائده:
أولاً: على مستوى المؤسسة :
1- التدريب الفاعل يوفر الوقت،إذ لا شك أن الفرد الماهر في أداء عمله،يعمله في وقت أقل من غيره،من حيث انه يؤديه بسرعة،هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى فهو يؤديه بأخطاءِ أقل من غير الماهر،مما يقصر المدة التي يصرفها في العمل،حيث سيوفر الوقت الذي يصرفه عادة في إعادة العمل وتصويب الأخطاء .
2- التدريب الفاعل يوفر المال،وذلك لأن المهارة الناتجة عن التدريب تساعد في تفادي الأخطاء،وتقود إلى الإنجاز.
3- التدريب الفاعل يوفر الجهد،وذلك لأنه يدل المتدربين على الطرق الأكثر فعالية لأداء العمل،فيخلصهم من الطرق التي يؤدون بها العمل فقط لأنهم اعتادوا عليها،ويخلصهم أيضاً من طريقة المحاولة والخطأ في سبيل التطوير.
4- التدريب يزيد من فرصة المؤسسة على المنافسة،وذلك ببث الأفكار والمهارات الجديدة بين العاملين فيها،وبتسهيل عملية التغيير فيها. فالمؤسسة التي لا يشعر العاملون فيها بما يستجد في مجال عملهم،ولا يشعرون بالحاجة للغير للتكيف مع متطلبات عصرهم،من المرجح أنها لا تنافس غيرها ولا تتطور تطوراً يُذكر. فتصور -مثلاً -مدرسة لا يعرف معلموها أو إدارتها بما يستجد في مجال تقنيات التعليم والتعليم الإلكتروني. أو لا يملك معلموها مهارات التعامل مع الحاسب والإنترنت. فكيف ستكون قدرة تلك المدرسة التنافسية مع غيرها من المدارس.
ثانياً: على المستوى الفردي :
1- التدريب يزيد من ثقة الموظف بنفسه،إذ يجعله قادراً على الأداء بفاعلية أكثر، ويحسن صورة الذات التي يرسمها الفرد عن نفسه .فالمعلم الذي لا يعرف إلا التدريس بالطريقة الإلقائية التقليدية،ستقل ثقته بنفسه وتكون صورته عن ذاته غير جيدة إذا رأى غيره من المعلمين يطبقون مهارات متنوعة في التدريس أو أساليب تدريسية حديثة،أو حين يطلب منه المشرف التربوي تنويع أساليب تدريسه .والتدريب يساعده على تجاوز هذه المشكلة.
2- التدريب يقلل الضغط النفسي لدى الموظفين ويزيد من الرضا الوظيفي لديهم،فكلما قلت الأخطاء،وكلما مهر الموظف في عمله،شعر أنه أكثر سيطرة عليه وزاد ارتياحه فيه وتقبله له،وإذا حدث هذا،قل احتمال وجود إشكالات بينه وبين رئيسه وبين زملائه.
3- التدريب يزيد النمو المهني للموظف ويرفع من القدرات التصورية والإبداعية لديه،ويساعد على التغلب على المشكلات التي تواجهه.
4- التدريب يجعل الموظف أكثر تفتحاً عقلياً،فالذي يشترك في التدريب من وقت لآخر،يشعر دائماً أن هناك المزيد من الفرص للتطوير،وأن المجال مفتوح دائماً للنمو والتعليم والاستفادة من الآخرين.
5- التدريب يجعل المتدرب أكثر قيمة وأكثر أهمية في مؤسسته أياً كان نوعها .ففي هذا العصر يتزايد الاعتماد على الرأسمال البشري،وأصبح النمو الاقتصادي يعتمد بدرجة أكبر من أي وقت مضى على المعرفة والأفكار التي ينتجها الأفراد؛ ولاشك أن التدريب الفاعل يساعد في هذا كله.
* نقلا عن كتاب (التدريب؛أسسه ومهاراته) الدكتور/ راشد بن حسين العبدالكريم
الناشر: مركز التطوير الدولي - 1430هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق